المادة    
قال: ولو فرضنا -وهذا أيضاً موجز من كلام شيخ الإسلام - أننا قلنا: بالترادف، فإن التصديق يكون بالأفعال، وهذا من ناحية اللغة، فلم تقولون: إن التصديق لا يكون إلا في القلب أو باللسان أو بالقول؟ نقول: إن التصديق يكون بالأفعال، وذكر الشيخ هنا ما ذكره شيخ الإسلام رحمه الله هناك من ذكر الحديث الصحيح المتفق عليه، وذكر الآثار عن السلف، واقتصر الشيخ هنا على أثر الحسن البصري رحمه الله تعالى، والحديث معروف وهو قوله صلى الله عليه وسلم في آخره: ( والفرج يصدق ذلك أو يكذبه )، فالتصديق كما يكون بالأقوال يكون أيضاً بالأفعال، والأثر قد تقدم شرحه.
ثم لو فرض وقيل: الإيمان هو التصديق، فيقال: أي تصديق هو؟ أهو ما كان في لغة العرب فقط بلا زيادة؟ نقول: لا، إنه تصديق مخصوص، وذكر كما تقدم: الألفاظ التي مثل: الصلاة، والجهاد، والنفاق، وأشباهها من الألفاظ التي كانت في لغة العرب، ثم جاء الإسلام لها بمعان جديدة، فهل يقال: إن الشارع نقلها وغيرها، أم يقال: إنه خصصها وقيدها، أم يقال: إنه استعملها مجازاً إلى غير ذلك مما ذكره الشيخ هنا؟